في زمننا الحالي، تواجه المدن، خصوصا المدن الكبرى، تحديات عديدة في المجال الحضري. تعتبر فكرة المدن الذكية، التي تهدف إلى تحسين استخدام الموارد بواسطة التكنولوجيا لتحسين جودة حياة المواطنين، واعدة بالتأكيد. ومع ذلك، فإن هذه الرؤية وحدها لا تستطيع حل المشاكل العالمية التي تهدد مدننا.
من الضروري إعادة النظر في مفهوم المدينة الذكية ووضعها في سياق التنمية البشرية والتخطيط الترابي المتكامل. يجب أن يكون المواطنون في صلب هذه التحولات الحضرية.
يواجه المغرب، وغيره من الدول، تحديات التطور السريع للمدن الكبرى، والتي تتزايد تعقيدًا بسبب مشاكل محددة مثل نقص المياه واستهلاك الطاقة المرتفع وندرة الأراضي. هذه الأزمة في الموارد تؤكد على أهمية نهج أكثر شمولية في تطوير المدن الذكية، مع المشاركة الحاسمة للمواطنين.
في هذا السياق، يهدف مشروع مدينة الدار البيضاء الذكية 2024، تحت شعار “من المواطن الذكي إلى المدينة الكبرى الذكية”، إلى إعادة النظر في الرؤية التقليدية التي تركز على التكنولوجيا لصالح نهج يركز على المواطن. يسعى هذا الحدث إلى استكشاف كيفية تعبئة الموارد البشرية لخلق مدن مستدامة وشاملة ومتماسكة.
من خلال التركيز على الذكاء الجماعي والمبادرات المحلية، يؤكد المؤتمر على ضرورة أن تكون التكنولوجيا خدمة للرفاهية الجماعية بدلاً من أن تكون هدفًا في حد ذاته. تهدف المناقشات إلى إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة تلبي الاحتياجات الحقيقية للسكان مع الحفاظ على البيئة.
يؤكد هذا الحدث مكانة الدار البيضاء كمنصة للتحول الحضري الذكي، حيث يكون المواطنون الوكلاء الحقيقيين للتغيير البيئي المتماسك، وينظرون إلى المدينة الذكية كوسيلة لتحقيق مجتمع أكثر عدالة وشمولًا واستدامة. من خلال جمع مختلف الفاعلين — الباحثين وصناع القرار والمواطنين والمبتكرين — يهدف الحدث إلى تحديد ملامح جيل جديد من المدن الكبرى، حيث يكون المواطن في صميم كل ابتكار وتحول إيجابي في التجمعات الحضرية المعقدة المعاصرة